محمود وعمر يتمشيان على غير هدى فى شارع عمر المختار وبنات الليل يقطعون سيل الأفكار وانسياب الكلمات من أفواههما على السواء ....محمود يريد أن ينا حظه منهن فى ليلة من ليالى شهريار وعمر يتمنى لو استطاع أن يجد لكل منهن عملا أفضل من ذلك ...فهو لا يستطيع أن ينسى منظر خديجة مكسورة الذراع متورمة العينين بعد سهرة حمراء مع مجموعة زبائن استهلكوها ...بل التهموها ولم يدفعوا دينارا واحدا ...قال أحدهم يكفى العشاء والشراب وعندما اعترضت خديجة بلسانها السليط كان جزاؤها كسر الذراع الأيمن وكدمة تكاد تغطى وجهها ولا تنفع معها المساحيق
-أنا لازم ألاقى شغل بكره بالكتير
*هاتشتغل ماتقلقش ...لكن نرتب برنامجنا الأول
-برنامج ايه؟
*السكن وما يازم
-ميهمنيش ا...الشغل الأول
*قلتلك ما تقلقش احنا مطلوبين فى 8أماكن
-معرفش......اتصرف
*سيبنى شويه
-اسيبك يعنى ايه .انت حاسس ان الحياة جميلة والناس حلوة عشان لسه معاك فلوس ...انا شطب خلاص وممعاييش غير أربعين دينار
*أكل وبتاكل ...شغل هاتشتغل .لكن أنا عندى طريقتى فى اختيار مكان الشغل وصاحب الشغل اللى يناسنى . ولما يكون قدامى 8 أماكن لازم أفكر قبل ما اختار اللى اشتغل عنده
-ههههههههه..تقدر تقولى أنت عايش فى الدني ليه؟
*عشان أصلح الكون!!!!!!!!!!
-أممممممممم
*أنا مش هاقدر اعمل حاجة للناس اللى حوالينا دلوقتى وماقداميش غيرك
-يعنى ايه؟
*هاصلح حته صغيرة من الكون
-ايه هى الحته دى ياعم الخبير ؟
*انت يا عديب !!!!!!!!!
ما تنفخليش دماغى وقصر
*يعنى أنت عندك مهنة وليك خبرة ....ماتخليش حسابات اكل العيش اللى انت اتربيت عليها تقلل من قيمتك لأ أصحاب العمل ولاد مرة وسخة وبيشموا ريحة القلق من بكرة فى كلامك عن الشغل
-طب اعمل ايه؟
*ما تملش حاجة لكن سيبنى اتصرف
-فسر ...بلاش الطريقة دى
*رزقك هايجيلك مش انت اللى هاتروحله ...اتقل ...مش هما 8محلات عايزينا احنا الاتنين لحد دلوقتى
-اه...
*دقة هنا ..وغرزتين هناك لمدة 3أيام وبعدين شوف اللى هايحصل
-ايه اللى هايحصل يعنى ؟
ال8 أماكن كلهم هايتمسكوا بينا ويرفعوا سعلا الشغل أو يقدموا اى ميزة .ويمكن يظهر أماكن تانية فى نفس المنطقة
-أنت متأكد من اللى أنت بتقوله دا؟
*أيوه ....أنا هاعمل مزاد من بس من غير ما أقول انى باعمل مزاد
-ليه؟
لأن أصحاب العمل ممكن يشتروا اى بضاعة بأسعار العرض والطلب وييجوا عند قوة الانتاج ويفاصلوا وللأسف اللى زيك هما اللى يرخصوا قيمة الانسان علشان خوفهم من بكرة
-يعنى انت مش خايف من بكرة ومابتعملوش حساب ؟
*أنا باعمل ألف حساب .لكن طريفتى غير طريقتك -المهم ماتخليش حتة شغل تطلع من تحت ايدك من غير ما تكون راضى عنها . لأن دى كرامتك المهنية
-ازاى
تقبل حد يتكلم على اخواتك البنات *
-لا طبعا
*&تبقى اهانة ...مش كدا....ولما حد يقولك الكرسى دا عامل كدا ليه ولا الدرابى دا مش مظبوط بتحس ساعتها بالسعادة
-ياعم عمر الزبزن مايعرفش حاجة
*لكن صاحب المحل يعرف والزبون بيفهم ويخصم فلوس
-اه
اصحاب المحلات بيبقى نفسهم فى صنايعى نص نص غلشان يرضى بأى حاجة واللى زيك ودول كتير هما اللى وصلوهم لكدا ...ما تخليش حد يستغلك
-ازاى
*الجودة ثم الجودة ثم الجودة
مش لما نلاقى شغل الأول
*يابنى يا حبيبى مش هاقولك تور تقولى احلبه
-طيب هانعمل ايه بكره
*هانروح عند أسامه برباش
-اشمعنى
*عنده صالون ايطالى واربع ستاير ...انت اعمل الصالون وانا هاعمل الستاير ونشوف برنامجه
-وبعدين
برباش ييجى بالظبط فى وسط المحلات وخلى الناس تتفرج عالشغل .ماشى؟
-اتفقنا *هانتعشى ايه؟
-شفت البت؟
*بت مين؟
-اللى لابسه اسود الناحية التانية بص بص
*اه ...هناك فندق الكواكب
-فندق ايه يا عم دا فيه مزز بالكوم كل دول بيناموا جوا أمال الزباين بيناموا فين ؟
*ههههههههههههههههه
-تعالى نروح هناك
*نبعد شوية عشان شافونا بنتكلم عليهم .ياللا نمشى قدام ونرجع من بعيد
-ياللا
سارا حوالى 200متر فى جانب الشارع ثم عبرا شارع عمر المختار بالقرب من معرض طرابلس الدولى وعادا أدراجهما فى اتجاه ساحة الشهداء ....مرا أمام القنصليه المصرية بمظهرها البائس كمدرسة ابتدائى قديمة متهالكة بدون سور ...قرءا منشورات القنصليه فى فاترينه خشبيه مغلفة بسلك يعلوه صدأقديم ....الجاليه المصريه تهنىء بعيد الفاتح ...الجاليه المصريه تهنىؤ بعيد 7ابريل ....تأكيدا لمشاعر الحب والدفء بين قائدى الشعبين الشقيقين ..........غرغرغرغر
تبادلا نظرة وضحكا ثم استكملا طريقهما فى اتجاهفندق الكواكب ......اشترى محمود سجائر تمنى لو كانت مارلبورو ولكن الميزانية لم تسمح عندما وصلا امام فندق الكواكب تعلقت فتاه بذراع محمود وأخرى بذراع عمر وهمست كلا منهما باغراء والحاح :تبى برنامج 15دينار باس ...عندى فوق بالله عليك هيا هيا
انعقد لسان محمود بينما قال عمر
*ما نبيش توا لكن بنجيلك بعدين ...شن اسمك
&حليمه
_وانتى ....قال محمود
&زهيرة
&بالله اعطينى دينار ...قالت حليمة بعش
*علاش .....قال عمر فيما وضع محمود يده على جيبه الخلفى فى انتظار
خلعت حليمه يدها من ذراع عمر فيما اعطى محمود زهيرة دينارا واحدا كان خارج المحفظة