الخميس، أكتوبر 25، 2007

ما أشبه اليوم بالبارحة

قيافا الكاهن الأكبر
إذا تحدثنا عن ذلك الرجل عيسى وعن موته فعلينا ألا نهمل حقيقتين بارزتين :التوراة وما تلزمنا به من رعاية لها ,وهذه المملكة وواجب روما فى الدفاع عنها.
ولننظر إذا :لقد كان هذا الرجل من المناؤين لنا ولروما معا فلقد بلبل عقول الدهماء من الناس .وساقهم سوق الساحر ليكونوا حربا علينا وعلى قيصر .
وكان موالى -رجالهم ونساؤهم- ما إن يستمعوا إليه يخطبهم فى الأسواق حتى ينقلبوا عصاة ناقمين .ولقد أبق منهم نفر ولاذوا بالفيافى والقفار مذ طلع علينا هذا الرجل .
وجدير بنا ألا ننسى أن التوراة هى مرجعنا الذى نعود إليه ,ومعقلنا الذى نلوذ به ونقوى .
وما كان لرجل أن يغلبنا على أمرنا ونحن نملك ما نضرب به على يديه .
وما كان لرجل أن يسلبنا بيت المقدس ما بقيت لنا أسوارها العتيقة بأحجارها قائمة كما خلفها داوود.
وإذا قدر لما بذر إبراهيم أن ينبت حقا ويؤتى ثماره ,كان حتما أن تبقى هذه التربة نقية طاهرة ..
فلقد كان ذلك الرجل عيسى من المدنسين المفسدين ,ولقد رددنا كيده فى نحره بما نملك من ضمير واع لا يدنسه شك ,ولسوف نرد كيد هؤلاء جميعا فى نحورهم ,أولئك الذين يبغون بشريعة موسى ذلة ومهانة ويحاولون أن يذكروا تراثنا المقدس بسوء
ولقد علمنا نحن وبيلاطس البنطى ما فى نفس هذا الرجل من شر وكان من الحكمة أن نجعل له نهاية .
ولسوف أعمل على أن ينتهى أتباعه إلى ما انتهى إليه وعلى أن يؤول رجع كلماته إلى سكون .
إذا أردنا لليهودية أن تعيش فحتم أن تعنو لها جباه المعارضين حتى تلصق بالرغام .
ألا لا عشت حتى أرى اليهودية تموت .
إذا لعفرت رأسى الأشهب بالرماد كما فعل النبى صمويل .ولنزعت عنى رداء هارون ووضعت على جسدى خشن الرداء حتى يدركنى الموت إلى الأبد.
من "عيسى ابن الإنسان "لجبران
حقا ما أشبه اليوم بالبارحة .