الأحد، يوليو 08، 2007

مصرى فى ليبيا 2

فى صباح مثل كل صباح من الأيام المتتابعة فى ليبيا ....كان عمر المصرى يجلس مقابل مكتب المدير فى صالة عرض الحاج متولى

الضخمة فى طريق زناتة عندما أمسكت فتاة بيضاء مقبض الباب وأدارته ناظرة إلى السماء بأمل ...كانت ترتدى تايير بيج إلى الركبة على صندل رقيق مرتفع عن الأرض



فتحت الباب بحذر وجالت بعينيها فى المكان ووقفت .تحدثت حديثا مقتضبا مع يوسف الذى كان جالسا على أريكة بالقرب من المدخل

:يوسف إلى مكتبه مقابل عمر ثم قال
تبى تخدم .شن رأيك؟_

بتشتغل إيه؟-
بتقول خياطة-
:نظر عمر إلى مفيدة ومنى الجالستان عند الماكينات وقال

أنت قلتلها إيه؟-

قلتلها تيجى غدوة.-
هاتشغلها؟-

والله مانا عارف انت شن رأيك؟-

مافيش مانع .لكن أشوف شغلها الأول .ليبية؟-
جزائرية-











***********************



فى الحادية عشرة من صباح اليوم التالى جاءت الجزائرية تمتمت بكلام حسبه عمر سلاما على الحاضرين .وهى فى الطريق إلى مقعد كان خاليا بالقرب من مفيدة ومنى



لم تعيراها اهتماماولم تردا سلامها !سكتتا قليلا عن ثرثراتهما ثم استأنفتا متغامزتين



وضعت الجزائرية ساقا فوق أخرى فانحسرت الجوب المفتوحة من الخلف عن ساقيها



كانت تجلس بتلقائية ولا تضع أى مساحيق فيما كانت عيناها تائهتين فى فراغ المعرض الشاسع.



نزل يوسف من سيارة بيك أب بيضاء أمام المعرض كانت تقل اقمشة طلبها عمر فى اليوم السابق .



استلم عمر الأقمشة وأعمل المقص فيها قصا وتفصيلا وألقى تعليماته بوضوح على مفيدة ومنى فيما كانت الجزائرية تستمع باهتمام لاحظه عمر



استلمت منى ماكينة الأوفر فيما استلمت مفيدة ماكينة الخياطة وانطاقتا



-عاونيهم .قال عمر للجزائرية باقتضاب .فيما هزت رأسها بتلقائية-



اتصل فرج صاحب المعرض -معرض الحاج متولى -على الهاتف فرد عليه يوسف



-السلام عليكم شن حالك فرج؟-



-.............................-



-جبت القماش واللوازم وفضل 400دينار-



-..............................-



-موجود-



-.................................-



-فرج يبيك قال يوسف لعمر -



-أهلا فرج صباح الخير -



-صباح الخير عمر .شن صاير بحداك ؟-



-أبدا ...الشغل ماشى ...فيلا محمد خليفة ممكن نسلمها بعد بكرة-



-- واليوم؟ -

-عندى تسليم فيلا عبد الرزاق الحاج فى بن عاشور-

-تبى شى؟-



-اسمع فى هنا بنت خياطة بتسأل على شغل -



-دير رأيك لو تبيها شغلها -



- انت جاى المعرض اليوم ؟-



والله مانا عارف يمكن أتأخر شوية ويمكن آجى عالورشة -



أوكى سلام -



:فى الواحدة تماما وضع عمر الستائر المطلوبة طرف عبد الرزاق الحاج على البيك آب وركب فى السيارة وصاح



-حسين ...ياللا طالعين -



-وين؟-



- شارع بن عاشور قرب سفارة أوكرانيا ..عارفها ؟-



-سفارة شنى ؟-



-شارع الظل بعد الجامع عاليمين ...ماشى ؟-



-باهى ...باهى....هيا -



وصل عمر فيلا عبد الرزاق الحاج الموظف بمصلحة الجمارك الليبية ووجد عبد الرزاق فى انتظاره

-أهلا ...أهلا عمر باشا-



:ابتسم عمر وقال -



-اهلا عبد الرزاق ازيك-



-مصرى انت يا عمر مو؟-



- أيوه -



اتفضل ...خش-



....الحوش فاضى ..مافى حد ..اخدم على راحتك-



دخل عمر ووزع الستائر على الغرف وزاول عمله بنشاط فقد الح عليه هاجس العودة إلى المعرض مبكرا



وعندما انتهى من عمله نادى عبدر الرزاق



-إيه ..خلصت عمر ؟-



-أيوه-



--باهى باهى ...دقيقة العويلة عند الجيران خلينى نناديها باش تشبح -



-اتفضل-



دخل عمر غرفة الصالون أو ما يسمى المربوعة فيما تنقلت السيدة بين الغرف الأخرى لتعاين ستائرها



دخل عبد الرزاق الصالون وقال ببشاشة: يسلموا شغلك جنين ...دقيقة نوصلك



ركبا سيارة عبد الرزاق الستروين الزرقاء متجهين إلى زناتة



عندما دخل المعرض وجد يوسف جالسا إلى مكتبه فيما كانت منى ومفيدة مستمرتان فى العمل والجزائرية تجلس فى انتظار


-ها ...كملت ؟قال يوسف-


-كله تمام جه فرج؟-


-جه وطلع فيسا فيسا-


شاف الجزائرية ؟-


-قاللها تيجى غدوة -


-تشتغل ولا عشان يتكلم معها ؟-


-والله مانا عارف -


-علاش مخليها قاعدة طيب ؟-


دقت الساعة السادسة .موعد انصراف البنات .


جعلتا تطبقن الستائر فيما جعلتا عمل الغد بجوار الماكينات


طلبت الجزائرية من يوسف الإنصراف فهز رأسه موافقا


************************


حضر عمر كوبا من النسكافه واشعل سيجارة وجلس على اريكة وسط المعرض متسائلا فى نفسه


"متى تنتهى لعبة القط والفأر مع فرج .لماذا لا يأتى فرج إلا عندما يكون بالخارج ولماذا يتهلاب من مسئولياته ملقيا إياها على عاتقه .هل يشعر فرج بالعجز أمامه ..ربما"


مع دخول الليل زادت حركة الزبائن داخل المعرض فيما تعاون يوسف مع عمر فى تلبية طلباتهم


:مع الثامنة والنصف دخل يونس الصادق


-أستاذ عمر -


-نعم-


-هيا ارفع معايا المقاسات-


- وين؟-


-صبراتة..السيارة بره بنرفعك ونردك وين ما تحب ماشى ...هيا-


:كانت صبراتة على بعد 150كيلو متر ولكن تشجع عمر بالسيارة الكامرى انفينتى وشخصية يونس الصادق امرحة وقال ليوسف


-أنا هاتأخر بكرة شوية يمكن آجى الساعة واحدة أو اتنين بعد الظهر ...البنات عندهم قماش يشغلهم لليل ...بلغ فرج-


****************************


فى صباح اليوم التالى صحا عمر مبكرا ذهب إلى مقهى الدولفين .كان يفضله مثل كثيرين لأنه يقدم نسكافه مميز يصنعه صديقه الجزائرى محمد رابح


-صباح الخير محمد-


-أهلا عمر شن الجو -


-والله مليح يا محمد شن حالك انت-


مزيان ...نديرلك نسكافه كحلا ؟-


-أطلبلى معاها كرواسون -


-باه ..قال الجزائرى -


-هاقعد هناك-


استلم عمر طاولة 2وألقى علبة سجائره المارلبورو على الطاولة بلا مبالاة بعد أن أشعل منها واحدة وجلس منتظرا النسكافه والكرواسون


جعل ينظر إلى محمد رابح وهو يعمل خلف الماكينة القهوة واضعا فى خياله الجزائرية الباحثة عن عمل ...فقد كان يعتقد -وهذا حال المغتربين -أن أبناء كل أرض متشابهون هى بيضاء وهو أبيض هى ممشوقة القوام وهو كذلك استدارة الأنفين متشابهة


انتهى من الكرواسون وأشعل 3 سجائر مع كوب النسكافه وترك النقود على الطاولة وأشار للجزائرى مودعا .


:القى تحياته هنا وهناك فى طريقه إلى الشارع الرئيسى حتى اسوقف تاكسيا وقال له:


- زناته مدخل السريع -


عند معرض الحاج متولى ؟-


- بالظبط-


كانت الساعة العاشرة والنصف عندما دخل المعرؤض فوجد فرج جالسا على مكتبه ممسكا بدفاتره بينما يوسف جالس على كرسى مواجه للمكتب والبنات يعملن بنشاط والجزائرية تجلس على استحياء


نجح عمر فى استدراج فرج إلى المحل مع الصباح الباكر بزعم انه سيتأخر حتى الواحدة ظهرا

-السلام عليكم ...قال عمر وهو يحاول أن يدارى ابتسامه الإستهزاء على شفتيه-


-صباح الخير عمر .جعمز .قال فرج بارتباك-


:كان فرج قد انتهى من كلامه السرى مع يوسف كما انتهى من مراجعة دفاترة فقال عمر


عاوزك تتكلم مع الجزائرية وتشوف هاتشغلها ولا لأ-


-باهى باهى -


-كلمها دلوقتى علشان ماتروحش وتيجى كل يوم عالفاضى-


-أنت عاوزها معاك ؟-


-أيوة .فى شغل مفيدة مابتعملوش -


-كلمها انت -


:ذهب عمر اليها وقال


-صباح الخير -


-تحركت عيناهوشفتيها بارتباك بما يحتمل أنه الرد


بتعرفى تخيطى ؟زى كدا واشار إلى بعض القطع بالمعرض-


-هزت رأسها بإيجاب-


أشار إلى ماكينة خياطة خالية فجلست إليها فأعطاها قطعة قماش لتخيطها


انطلقت منها الماكينة بشكل لا ارادى .فقد كانت مرتبكة


أوقفتها ولضمت الإبرة وجعلت تخيط القماش بارتباك وحذر


-إنتى اسمك إيه؟-
-واش؟-
شن اسمك؟-
-.....نظرت مستفهمة وكانت من الأرتباك فى نهاية
-بيقولوا ليكى يا إيه؟-
-مفهمتكش!قالت بحياء واستغراب-
-كومون تابل تى ؟قالها بما تبقى له من فرنسية أكل الزمان عليها وشرب-
-آمال -
ابتسم ضاحكا فابتسمت فقال:
-تعالى كلمى فرج
****************************

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

قصة حلوة

^ H@fSS@^ يقول...

اعز دانتي
اسلوبك في السرد جميل
يا ريت تكمل حكي قصص و تعرفنا يوميات المصري في ليبيا يوم بيوم

تحياتي جدا

Doaa Ebrahim Aaql يقول...

جميييييل عاجبنى اسلوبك
والقصه كمان لذيذه
محستش بالملل