الخميس، فبراير 14، 2008

تأصيل لموضوع قديم

سؤال كثيرا ما أطرحه ودائما ما أجد نفس الاجابة التى تصدمنىتلك الاجابة التى أصبحت بديهية وغير قابلة للنقاش رغم سطحيتها وتكريسها لكثير من النفاهيم الخاطئة ومسئوليتها عن كل الشر المحيط بنا
السؤال :ما هى وحدة بناء المجتمع السليم ؟
الاجابة التى سئمت منها ولم أسمع غيرها من مثقفين وغير مثقفين كانت :
الأسرة هى وحدة بناء المجتمع!!!!!!!!!!!!
ولكن أنا أسال عن المجتمع السليم ….أو لنقل المجتمع الحرّ!!!
المجتمع السليم الحر يتكون من أفراد أحرار وليس من أسر حرة لأن تطبيق مفاهيم الحرية على البناء الأسرى غير سليم .فالأسرة الجيدة لا نصفها بأنها حرة .ولكن نصفها بأنها مترابطة ومتضامنه ويجمع “أفرادها”الحب والثقة المتبادلة!!!!!!!!!
ولكن فى موضوع الحرية :حرية الفكر وحرية الرأى وحرية السفر والتنقل لا نجد هذه الحريات تنطبق الا على أفراد ولا يستطيع أن يتحلى بها الا أفراد ولكى نصف مجتمع سليم بأنه حر فلابد أن أفراده “مكوناته”أحرار .
اذن :وحدة بناء المجتع السليم “الحر”هى أفراد احرار.
وفى مجتمعنا المصرى نجد الوضع مختلفا فوحدة البناء من وجهةمن وجهة نظر المجتمع بمكوناته المعتبرة وحتى من وجهة نظر المتعلمين هى الأسرة وهى بالتالى التى أفرزت وجهة نظر النظام .
وانعكاسات ذلك على الواقع كثيرة ومتصاعدة فى كل العلاقات بين الناس.
فالأنسان يعتبر غير كامل الأهلية ما لم يكن ضمن أسرة .فلا يستطيع أن يسكن الا مع أبوين ضمن أسرة .ولا يستطيع أنيستأجر منزلا مستقلا الا اذا كان متزوجا ولديه أسرة فالمجتمع لا يمنحه الأهلية الاجتماعية ويعتبره غير مؤهل وشخص غير معتبر وغير محترم ما لم يكن ضمن أسرة .
وأنا حين أتحدث عن ذلك أتحدث عن المجتمع ككل رجالا ونساءا .
فالمجتمع يعتبر الرجل غير المتزوج غير كامل الأهلية حتى يتزوج فضلا عن المرأة الغير متزوجة!!!!!!!!!!!!!
والمشكلة أن الأسرة عندنا هى أول ألية قمع فى حياة الإنسان .وتقدم للمجتمع شخص مقموع مقهور ماشى جنب الحيط لا بل جوا داخل الحيط.
“ومش بتاع مشاكل ولا وجع دماغ وعاوز ياكل عيش وعاوز يخدم أسرته “الى آخر ما يمدح به الإنسان فى مصر
والمشكلة أن الأسرة عندنا ممتدة تؤدى بشكل تصاعدى إلى القبيلة أو العشيرة عن طريق الأعمام والأخوال والأصهار وهى آلية منتجة للفساد .
فاعتبارات الاختيار لوظيفة ما ليست على أساس الكفاءة ولكن للأنتماء الأسرى .وكثيرا ما نرى فى بعض الشركات وظائف شاغرة ولكن أولوية الإختيار لأبناء العاملين وليست أولوية الإختيار للكفاءات كل حسب قدراته وحسب الموقع المطلوب .فالمسئول عن الإختيار لا يراعى مصلحة عامة ولكنه يراعى مصالح أسرته !!!!!
وهذا المثال يمكن تطبيقه على أعدة متعددة سياسية ,اجتماعية أو اقتصادية
فعلى الجانب السياسى مثلا نجد مسألة التوريث التى تكرس ثقافة الفسادولا تبالى بإرادة الشعب ولا بما يمكن أن ينتج عنها من تطورات تؤثر فى جودة العمل السياسى أو الخدمات المقدمة للمواطنين
ومن ناحية أخرى تنظر السلطة الأبوية المستبدة للشباب والمثقفين لبمطالبين بالتغيير نظرة أب مستبد لابن عاق فهم أى المطالبين بالحرية خارجون عن النظام الأسرى وغير كاملى الأهلية ويتحدثون مهما كثر عددهم كل عن شخصه ولا يمثلون على كثرتهم إلا أنفسهم .
وأنهم “بتوع مشاكل ومش بتوع شغل “إلى آخر ما يذم به الإنسان فى مصر
ةأن مطالبتهم بالحرية لو تم الاستجابه لها لتبدد نظام الأسرة البديع فى الفضاء وتماهى فى العدم فلا تجد السلطة الأبوية المستبدة من تستبد به فتنعدم الحاجة إليها
وكذلكيرى أصحاب المصالح والمسفيدون من الوضع القائم أنهم فى موقع الأخ الأكبر الذى يكرس استبداد أبيه ولسان حال المجتمع يقول :إسمع كلام أخوك يا حسنين فيرد حسنين :ليه يا بوى ؟فيجيب الأب :علشان أخوك الكبير يا ولدى !!!
فطاعة الآباء لمجرد أنهم أنهم آباء واجبة .وطاعة الرئيس لمجرد أنه رئيس واجبة وطاعة الأخ الأكبر الممنوح امتيارزات من أبية واجبة .
ولكن فى مجتمع حر مكون من أفراد أحرار لا يصح إلا الصحيح فلا طاعة لأب أو رئيس أو أخ أكبر إلا لمن يحترم الفرد وأهليته الشخصية فى تقبل الأمور أو رفضهاإذا شاء!
عندما يشيع هذا النمط نمط أب يحترم عقول أبناءه ,نمط رئيس يحترم مرءوسيه ونمط أخ أكبر لا يلوح بعصا الإرهاب فى وجه إخوانه حاميا لامتيازاته …فقط عندما يشيع هذا النمط يمكن أن نجد حريات .
.....فاستبدال الفرد المقموع لأسرة مستبدة بأسرة أخرى مستبدة لا يغير من واقع الأمر شيئا

هناك 11 تعليقًا:

karakib يقول...

كلامك حلو اوي ... فعلا الحريات الفردية مهمة جدا لبناء مجتمع مش منافق و كداب علي الاقل يعني مش منافق او كداب
و الشكل الاسري اللي فرضته علينا مجتمعاتنا سييء للغاية و يخليك تحس انه الناس بتفكر من اعضائها الجنسية
ما دام عندك زوجة مافيش خطر منك
ما دام عندها زوج يبقي كويسه
مع انه مش قاعدة ابدا
و التفكير من تحت ده هو اللي بيخرب الدنيا

بنت القمر يقول...

الكبير يتسلط علي الصغير والصغير مقلد مش اكتر للكبير يسير علي منهجه وفكرة وخطاة يبقا محلك سر
تحياتي

DantY ElMasrY يقول...

سألت صديقة :المرأة عايشة ليه ؟
قالتلى: عشان ترضى جوزها
قلتلها: وجوزها عايش ليه؟
قالتلى :عشان يرضى أمه
قلتلها :وأمه عايشة ليه؟
قالت:عشان ترضى جوزها
_______________________
هى دى حياتنا
التبعية ثم التبعية

صوت من مصر يقول...

اقول ايه ان العيب على الزمن لو بلدنا فعلا حره وفيها كل شىء كويس هتبقى حر العيب مش علينا العيب على البلد والزمن والى حاكم البلد والزمن

DantY ElMasrY يقول...

لا يا سيدى العيب علينا إحنا لأننا كلنا مبارك

david santos يقول...

Hello, Danty!
Excellent posting.
Thank you

على باب الله يقول...

حقيقي أنا أستفدت كتير جداً من المقال

مكنتش واخد بالي فعلاً من حكاية أن المجتمع الحر يتكون من أفراد أحرار و عمره ما كان بيتكون من أسر حرة

حتي لفظ أسر حرة .. لفظ غريب علي الودن

---

و فعلاً الأسرة بتقفل علي الأبناء .. و أحياناً كثيرة بتلغي شخصيتهم

و ده بيغذي روح العصبية و التعصب

ده غير الخنوع و قبول ما يقال لك لمجرد أنه قيل من سلطة أعلي

ده غير الفساد .. و أبن الدكتور بيبقي معيد في الجامعة

---

الموضوع متشعب فعلاً .. و كبير قوي

أشكرك بشدة علي الموضوع الرائع

خالص تحياتي

DantY ElMasrY يقول...

نجيب الريحانى
تدفع كام على الحصة دى يا راجل انت حسستنى انى لابس الصديرى المخططك بتاع الأستاذ حما م
لا شكر على حاجة
بس خللى بالك إنى مش برفض النظام الأسرى
لكن لازمن الصيغة اللى بتحكم حياتنا تتغير
شكرا للقراءة

ذو النون المصري يقول...

كلامك عن الاسره انا اوافقك عليه لاني فعلا بتضايق جدا من النظام الاسري المصري لان فيه تعقيدات كتيره جدا في ابسط الامور
يعني ل لك رغبه في السفر لابد من موافقه الاهل حتي تتمكن من تحقيق احلامك
حتي لو انت مقتنع تماما و لو ترغب في السفر علي سبيل التجربه فاهم شيء موافقة الاهل و اقتناعهم هم لا اقتناعك انت
حتي انك ممكن تسافر قهرا لاقتناعهم هم لا اقتناعك انت
مشاكل كتير سببها النظام الاسري في مصر و لو كسرنا حدة سيطرته قليلا اعتقد اننا سنتقدم للامام قليلا

DantY ElMasrY يقول...

ذو النون المصرى
لعلمك النظام الأسرى فى مصر متصاعد من أصغر بيت لحد مصر كلها
فرئيس الدولة بيعتبر نفسه رب أسرة
وبيعتبر المعارضة ابناء عاقين

عماد يقول...

المشكله إن واحد بفكرك لا يصل صوته للناس , أنظر مقدمى البرامج و الأرقام الفلكية التى يتقاضونها مقابل تقديم حلقة واحده من برنامج فى محطه فضائيه (عمرو أديب , ركيكة الفكر و ضحلة المعانى بتاعة العاشرة مساء , إللى طالعين بيه السما و مسميينه نجم مصر محمود سعد) أتخيل لو جعلوا من أصحاب الفكر السليم مثلك هم المسيطرون على الإعلام و الواصلين لأذان الناس , بدون شك وقت قصير و يتغير الناس و تنحل مشاكل كثيرة